Bookmark

Data

Genre Audio Book
Number of discs 0
Tags

information

النابغة الذبياني هو شاعر الملوك بلا منازع في عصره، ومن فحول شعراء العرب في الجاهلية، راجح العقل، خصب الخيال، رقيق المشاعر. كان من أكثر الشعراء الذين يمكن أن يطلق عليهم لقب \"الشاعر السياسي\". لازم ملوك الحيرة في العراق لا سيما النعمان أبو قابوس، فوصل لديه إلى ما يصبو إليه من حظوة رفيعة تمثلت في حل كثير من المشاكل القبلية والسياسية لقومه، كما في توطيد العلاقة الحميمة معه حيث كان ينادمه ويؤاكله في آنية من الفضة والذهب، مستفيداً من العطايا والهدايا التي كانت تغدق عليه.وكذلك كان شأنه في اتصاله بملوك الغساسنة في الشام حيث عزز مكانته لديهم ونال شرف مجده الأدبي والسياسي بكل ما يغني هذا الشرف من قيم ومعاني سامية كان لها الأثر الكبير في سيرة حياته وشعره.كان النابغة في جميع أحواله صاحب الصوت المطاع بين قومه، عظيم الوفاء لهم، شديد الحفاظ على حلفائهم. كان رجل المهابة والرأي السديد حين يخوض في سياسات القبائل، وكان حكيماً في أدب السياسة والتعامل مع الملوك، كما كان شاعراً فذاً، وحكماً راجح الموقف في إدارة حلقات الشعر بين الشرعءا المتنافسين في سوق عكاظ.كان النابغة رجلاً مهيباً في قومه، ذا عفة وشرف، يعيش عيشة الترف التي عادة ما ترافق حياة الملوك والسلاطين بسبب صلته القريبة بهم. إلا أن هذه الشخصية المترفة الظاهر التي توحي بالخيلاء، كانت في الباطن تنطوي على رصانة ورجاحة رأي، ودراية ساعدت النابغة ليحتل المكان العالي في بني قومه، كما ساهمت في حظوته برضا الملوك من ممدوحيه من المناذرة والغساسنة على السواء رغم ما ناله من الجسد والوشاية التي لاحقت سيرة حياته طويلاً. ولقد كان للنابغة تدخلاته المؤثرة في الشؤون السياسية والقبلية، إن على صعيد التحالفات والاتفاقيات أو الحرب والسلم بين القبائل المتناحرة التي كانت بدورها امتداداً لمواقف ممدوحيه من الملوك، من خلال حالة السيطرة والنفوذ المرتبطة بالقوتين الكبيرتين لكل من الفرس والروم، أو على صعيد تلبية الحاجات المعيشية والاجتماعية التي تهم القبائل حيث كان الناس يلجؤون إليه لحل مشاكلهم الاجتماعية والسياسية على السواء.ولقد كان للنابغة دوره الرائد ومكانته الاجتماعية والسياسية في محيطه، كما كان لموقعه الأدبي بين الشعراء الأثر الأكبر في علو شأنه حيث حكموه في سوق عكاظ، تقديراً لملكته الأدبية وحسن ذوقه وصواب حكمه، وشاعريته التي تميزت برقة المشاعر وقوة العاطفة في آن معاً، كما في خياله الخصب في الصور والتشابيه، والاستعراضات الجمالية لهذا الخيال. على أن هذه المزايا لم تسلم من بعض الشوائب خاصة ما أخذ عليه في \"الإقواء\" الذي تنبه إليه في وقت لاحق عندما كان شعره يغنى ويستمع إليه، حيث تراجع وصحح الخطأ.لقد كان النابغة الذبياني محط إجماع شعراء عصره، وقبلة أنظار سياسييه وملوكه، كما كان محل اهتمام النقاد والداسين لحياته وشعره على مر العصور كابن قتيبة والأصبهاني، وابن رشيق وسواهم من كبار المصنفين.




























Comments
Hits 4540